مؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم قبل المدرسي: المقاربات البيداغوجية في التعليم الأولي

مؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم قبل المدرسي FMPS : المقاربات البيداغوجية في التعليم الأولي

في العصر الحديث، تطورت العلوم ذات الصلة بالتربية والتعليم بشكل كبير، وأظهرت اختلافات كبيرة في تعلم الطلاب. وبناءً على هذا التطور والاختلاف، أصبح التفكير في استراتيجية تربوية تعليمية تأخذ بعين الاعتبار وجود الفروق الفردية بين المتعلمين ضرورة تربوية وإنسانية.

تأسست البيداغوجية الفارقية بهدف دمقرطة التربية والتعليم وتوفير تكافؤ الفرص بين المتعلمين، واعتبار خصوصيات كل طفل أو مجموعة من الأطفال ومساعدتهم على تجاوز تعثراتهم وتحقيق الكفاية المنشودة. تعتمد البيداغوجية الفارقية على مفهوم أن كل طفل فريد وله احتياجاته الخاصة. وبالتالي، يجب على المعلمين والمربين أن يكونوا على دراية بتلك الاحتياجات وأن يعملوا على توفير الدعم والمساعدة المناسبة لكل طفل.

 يمكن تعريف البيداغوجية الفارقية بأنها مقاربة تربوية تستند إلى الفروق والاختلافات التي يمكن أن يظهرها المتعلمون في سياق التعلم. تعتمد الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها في هذه المقاربة على هذه الفروق والاختلافات، سواء كانت معرفية أو وجدانية أو سوسيوثقافية.

تعتبر البيداغوجية الفارقية إطارًا تربويًا مرنًا وقابلًا للتغيير، حيث يتم تكييفها وفقًا لخصوصيات المتعلمين والمتعلمات ومواصفاتهم. تهدف هذه المقاربة إلى تحقيق تعلم فعال ومناسب لجميع الطلاب، بغض النظر عن اختلافاتهم الفردية. بحيث يتمحور اهتمام البيداغوجية الفارقية حول تحسين عملية التعلم والتعليم من خلال توفير بيئة تعليمية تلبي احتياجات جميع الطلاب. يتضمن ذلك تصميم أساليب تدريس متنوعة ومتعددة تستهدف تفاعل المتعلمين مع المحتوى التعليمي بطرق مختلفة.

باختصار، البيداغوجية الفارقية تعتبر إطارًا تربويًا يهدف إلى تحقيق تعلم فعال ومناسب لجميع الطلاب من خلال مراعاة الفروق والاختلافات الفردية.

في ما يلي نختصر جميع انواع المقاربات البيداغوجية بطريقة جد مختصرة.

بيداغوجية الأهداف

هي منهجية تربوية تهدف إلى تحقيق سلوك مرغوب فيه ومحدد مسبقًا للمتعلم. يتم تحقيق هذا الهدف من خلال نشاط يتفاعل فيه المتعلم مع المدرس، ويمكن ملاحظة وقياس وتقويم هذا السلوك. تعتمد بيداغوجية الأهداف على الأصول النظرية مثل الفلسفة البرغماتية والتطور الصناعي في المجتمع الأمريكي والنظرية السلوكية. وتقوم على مبادئ مثل العقلنة والأجرأة والبرمجة.

بيداغوجية الكفايات

هي منهجية تربوية تهدف إلى تزويد المتعلمين بوسائل لممارسة التعلم وتعلم التصرف حسب الوضعيات. تهدف أيضًا إلى إزالة الحواجز بين المواد الدراسية أو على الأقل تقليل حدتها. تنقسم الكفايات إلى الكفايات النوعية التي ترتبط بمجال معرفي أو مهاري أو وجداني واحد، والكفايات المستعرضة التي لا ترتبط بمجال محدد ويمكن توظيفها في مجالات مختلفة.

بيداغوجية حل المشكلات

هي منهجية تربوية تقترح وضعية مشكلة معقدة تتطلب من المتعلم مواجهة تعلمات متداخلة ومتمحورة حول هذه الوضعية.

بيداغوجية الفارقية

هي منهجية تربوية تعتمد على إطار مرن يتيح للتلاميذ التعلم وفق مساراتهم الخاصة وفقًا لاحتياجاتهم الفردية. تعتمد هذه المنهجية على الفروق الفردية وتهدف إلى تلبية احتياجات جميع التلاميذ.

بيداغوجية المشروع

هي منهجية تربوية تعتمد على استراتيجية المشروع في التعليم والتعلم. تركز هذه المنهجية على المتعلم وتتضمن مجموعة من المشاريع التي يتم تنفيذها من خلال تحديد الأهداف والبرمجة واستخدام الوسائل المناسبة وتحديد زمن التنفيذ. تتمتع بيداغوجية المشروع بخمس وظائف رئيسية وهي الاقتصادية الإنتاجية والعلاجية والديداكتيكية والاجتماعية والسياسية.

بيداغوجية الخطأ

هي منهجية تربوية تعتمد على استراتيجية الخطأ في التعليم والتعلم. تساعد هذه المنهجية المدرس على البحث عن أساليب تعليم مناسبة لاحتياجات المتعلمين وتعتبر الخطأ أمرًا إيجابيًا. تعتبر بيداغوجية الخطأ أسلوبًا تربويًا يساعد المدرس على هدم التصورات الخاطئة واستبدالها بمعرفة صحيحة.

بيداغوجية اللعب

هي منهجية تربوية تهدف إلى تنمية قيم أو مهارات أو ذكاءات من خلال اللعب. تهدف أيضًا إلى تنمية التنافس الإيجابي واحترام القوانين والقواعد وتنمية شخصية متسامحة مع الذات والآخرين وتنمية مهارات نفسية وحركية مرتبطة بالملاحظة والذكاء.

بيداغوجية التعاقد

هي منهجية تربوية تعتمد على تسطير توضيعات للتعلم من خلال اتفاق متفاوض. تهدف هذه المنهجية إلى إشراك المتعلم في إعداد المحتوى التعليمي واستخدام طرق تدريس فعالة.

بيداغوجية الدعم

هي مجموعة من الإجراءات التربوية التي يمكن اتباعها داخل الفصل الدراسي أو خارجه في المدرسة لمساعدة التلاميذ على تجاوز الصعوبات والتعثرات التي قد تواجههم.

بيداغوجية المجموعات أو بيداغوجية العمل التعاوني

هي منهجية تربوية تتضمن تشكيل مجموعات صغيرة متنوعة في القدرات حيث يعمل المتعلمون معًا ويتعاونون لزيادة تعلمهم. يتلقون المساعدة من بعضهم البعض ويتحمل كل متعلم مسؤولية نجاح مجموعته.

كتاب شامل من مؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم قبل المدرسي للالمقاربات البيداغوجية